ما هية الاستنساخ
د. مصطفى العوض استشاري الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية، يشرح كيفية حدوث الاستنساخ البشري بقوله:
انه يتم بأخذ خلايا جسدية من ثدي الأنثى المراد الاستنساخ منها ويجري زرع هذه الخلايا واكثارها، ثم يؤخذ العدد المطلوب من الخلايا، ونواة هذه الخلايا، وفي الوقت نفسه تؤخذ من الأنثى نفسها بويضة غير ملقحة وتنزع نواتها ليتم وضع النواة المأخوذة من الخلايا بدلاً منها، ثم تزرع البويضة ذات المواصفات الخاصة في رحم الأنثى التي تكون مجرد حاضنة تغذي الجنين ولا تنقل إليه أي صفات وراثية.
يحدثنا الكاتب الدكتور «ديفيد وايتهاوس» الذي عمل محررا علميا لعدد من الصحف والمجلات ووكالات الأنباء العالمية عن الاستنساخ قائلا:
من واقع التجربة التي مرت على خمسة أنواع من الثدييات المستنسخة جاءت النتائج لتؤكد عدم وجود فرص للنجاح وذلك لأن الحوامل الخمسة التي رشحت للاستنساخ فشلت تجربتهم وفي معظم الحالات مات الجسم المستنسخ وباتت فرص الحياة للأم والجسم المستنسخ على محك الخطر.
في كثير من الحالات ينمو الجنين بشكل غير طبيعي ويهدد بحجمه الضخم سلامة الرحم لذا لم تكتمل تجارب الحمل بالاستنساخ لأنها تنتهي بالإجهاض في اغلب الأحيان.
والنعجة المستنسخة «دوللي» تعتبر حالة خاصة لأنها التجربة الناجحة الوحيدة من بين 247 تجربة باءت كلها بالفشل وإذا أردنا استنساخ إنسان فكم تجربة فاشلة ستمر علينا وكم سيكون حجم المعاناة لكن تبقى نسبة النجاح أقل من 1% من الحيوانات التي تم استنساخها ومعظمها يعاني من تغيرات غير طبيعية حادة مثل ضعف وظائف الكبد وصفائح الدم غير الطبيعية ومشاكل القلب ورئتين غير مكتملتين ومرض السكر واختلال نظام المناعة المكتسبة التي تختفي خلف اختلال جيني .حيث ان معظم الأبقار لديها تحولات على شكل الدماغ وغالبا ما لا تعيش طويلا مما قد ينطبق على الإنسان نفسه حال استنساخه حيث ان العلماء وقفوا مندهشين حيال النجاح الصوري الوقتي لما استنسخوه.
الأمر لن ينجح حتى ولو تم استحضار جنين جيد ليستنسخ لأن الطفل الطبيعي هو اتحاد بين حيوان منوي وبويضة فالجينات لا تحول وهناك سوء فهم في إمكانية تجنب اضطراب الجينات المأخوذة من بشري واحد ذي جينات متشابهة توجد دلائل ان ما يعرف بطبع الجينات في الاستنساخ لا ينجح بالضرورة بالإضافة إلى أنه لا توجد أية وسيلة لاستعراض الأجنة لمعرفة مدى نجاح أخذ جينات لاستنساخها.
وأضاف إن العلماء يعرفون معلومات قليلة عن المدى الطويل لنشأة الجسم المستنسخ ولكن الدلائل تشير إلى أنه قد لا يعيش طويلا كما المولود البشري الطبيعي وأنه قد يعاني من مشاكل صحية وما زالت الدراسات جارية في هذا الصدد.
وذكر د.ديفيد ان الطفل المستنسخ لا يصبح نسخة طبق الأصل لجينات والديه إذا ما كان المتبرع رجلا أو امرأة أخرى .. حيث انه في علم الجينات يجب أن يكون المستنسخ مطابقا بنسبة 9 ،99 % لوالديه وقد لا يكون نسخة مطابقة لأن هناك جينات مهمة تتأتى من البويضات المتبرع بها وفي هذه الحالة تبقى الجينات خارج الخلية المتحدة، إضافة إلى أن المستنسخ قد يأتي في عنصر بيئي مختلف وينشأ في جو مختلف للجين المحصل عليه من المتبرع مما يترتب عليه اختلاف في الشكل والشخصية وعلى الرغم من أن علم الجينات الحديث قد دلنا على أشياء كثيرة يبقى أننا ما زلنا بعيدين عن مجرد العلم عن الجينات وأكد أن كل عمليات الاستنساخ الحالية غير قانوني ففي معظم الدول التي تطور أبحاث طبية حيوية مثل الاستنساخ ولكن لا يحد من تلك التجارب القوانين في دول العالم الثالث وبل أحيانا ما تقدم أطفالاً خدجاً لبرامج التجارب وإذا ما أخذنا بريطانيا على سبيل المثال لا يوجد أي قانون يمنع زرع أجنة مستنسخة أو ناتجة عن عمليات غير التخصيب الطبيعي المعروف في أرحام النساء على الرغم من استحداثه قبل عام إلا أن جميع أبحاث الأجنة في بريطانيا تحتاج إلى رخصة وببساطة لا تستطيع الحصول على إحداها إذا ما كان السبب أبحاث الاستنساخ ولكن كل هذا مستقل تماما عن علم الاستنساخ لأغراض طبية كالتقنية المستخدمة في النعجة «دوللي» لاستخلاص خلايا هامة تساعد طبيا في منع الأمراض الناتجة عن تطوير الأجنة.