الشقيقة هي احد الأمراض المعروفة منذ قديم التاريخ حيث وصفها علماء اليونان القدامى بانها صداع الراس النصفي أي انها تصيب الراس والوجه بالألم لذلك سميت بالشقيقة وقد بينت الاحصائيات أن النساء يصابون بها اكثر من الرجال في وقتنا الحاضر نظرا للأحوال النفسية والعصبية التي نعيشها
كما اتفق العلماء على تعريفها كالتالي :
الشقيقة حالة عائلية تتظاهر بنوبات صداع متكررة وبشدة تتفاوت من وقت لآخر وتدوم
النوبات فترات تطول وتقصر في بعض الأحيان وتكون عادة في طرف واحد من الرأس ويمكن ان تترافق بغثيان وإقياء وفي بعض الأحيان بنوبات عصبية مزعجة وقد بين العلماء بأن الشقيقة قد يكون سببها الناحية الوراثية . فكثير مانجد اكثر من شخص من عائلة واحدة يشكو منها
كما يعتمد بعض العلماء بأنها قد تأتي من العصاب . أي ان الشخص يمكن ان ينزعج من حالة ما فيثور وينفعل و تهيج أعصابه فيقع فريسة الشقيقة إلا ان هذه الحالة عرضية ولا تعتبر قاعدة عند كثير من الأطباء وبتصوري طالما أن نوبة الشقيقة هي نوع من الصدمة للجهاز العصبي المركزي فانه من الممكن لهذه الصدمة ان تحدث اذا ماتكررت نوعاً من الاعتلال العصبي مما يؤدي الى حدوث الألم النصفي وعلى لرغم من توفر التكنولوجيا الحديثة والمختبرات العلمية فان السبب المباشر للشقيقة ليس معروفا بالضبط وان المرض ناتج عن اضطرابات عصبية وشريانية مكملة بعضها البعض . كما وانها قد تأتي من بعض المأكولات كالجبن او الشيكولا او حتى الفول او من الجوع او عدم إنتظام المأكل والمنامة . وقد تصاب بها المرأة من تناول حبوب منع الحمل او اثناء العادة الشهرية وكثيراً في سن اليأس ومن اهم المسببات لها القلق والانفعال الزائد .
والكآبة والضغوط النفسية والتعب الشديد والعمل المستمر لمدة طويلة دون استراحة والسفر الدائم وحمل الأشياء الثقيلة على الرأس او الكتفين والانحناء امام آلة العمل لساعات طوال والضوضاء والأنوار المبهرة والروائح الكريهة وتغيرات الطقس .
كما أن للحياة المعيشية أثراً كبيراً على الجملة الصبية للانسان فيما يكون الإنسان يعيش في بيئة هادئه لاتعكرها أصوات السيارات أو ضوضاء المعامل يقضي يومه بكل راحة وأمان وبين حياة تجعل الفرد يكد نهاره وليله هو وعائلته للحصول على لقمة العيش التي لايجدهاإلابالجهد الجهيد فحين ذاك يصاب بالكرب والهموم تكون هي الطريق الى الصدع والشقيقة .
هذاولابد لنا ان ننوه إلى ان للشقيقة انواعاً اهمها الشقيقة الشائعة وهي التي يكون الصداع النصفي منتشراً في الراس الى احد الصدغين ثم الى الجبهة وقدتكون المؤثرات فيه خارجية مثل التوتر الشرياني والانفعال
والجهد وقلة النوم والتعب حيث يقول المريض كان هنالك مطرقة تدق في رأسي وهذه الحالة تزداد عند الشباب على الغالب .
مما تقدم يتبين لنا حسب ما أوردته الدراسات أنه يمكن تعريف الشقيقة على أنها اعتلال السيالة العصبية الناقلة والمستقبلة والجهاز الشرياني الدماغي بجانب الجهاز الهضمي .
حيث يتسبب هذا الاعتلال في التجاوب غير الطبيعي وغير المتناسب من قبل الشرايين والأعصاب تحت تأثير بعض المؤثرات الخارجية والداخلية مما يسبب الألم الذي يتفاوت بهذه الشدة والضعف حسب الشخص وحسب الحالة النفسية له .
وأخيراً يجب لفت انتباه للمرضى الذين يشعرون بألم في الرأس بأن ليس كل من شكى صداعاً في رأسه شقيقة فإذا تكرر المرض فعليه مراجعة الطبيب المختص ليشخص له المرض فقد يكون ما به التهاب سحايا أو حمى دماغية أو نزف شرياني أو حتى ورم سرطاني وبعد أن يتأكد من أنه سليم من هذه الأمراض كلها على طبيبه أن يقوم بمعالجته من الصداع والشقيقة .
بعد كل هذا الشرح ما هو العلاج إذا كان المريض لا يشكو من أي أعراض هضمية أو أي ألم في معدته من حموضة وما شابه فعليه أن يبدأ بالمسكنات كاالاسبرين أو الباسيتمول .
أما إذا كان يشكو من آلام هضمية فيجب أن نعطيه مضادات الحموضة كالرانيدين أو اللانسوبرانول مع مضادات الاقياء مثل السيروكال أوالمتوكال كما لا يعطى معها المنبهات كالكافيين ولا حتى يشرب القهوة أثناء النوبة أو بعدها لأنه يحتاج إلى الراحة والهدوء والنوم التي تساعده على التخلص من الألم وإذا لم يستفد خلال ثلاثة أو أربعة أيام فعليه باستعمال الارغوتامين شريطة أن يؤخذ خلال ساعة على الأكثر من بداية الشعور بالنوبة وإلا يحصل العكس كما ونلفت نظر الأخوة المرضى بالشقيقة بأن الانزعاج والعصبية الفارطة هي العامل الأكبر في تجدد الاصابة بالشقيقة وألم الرأس فأرجو الابتعاد عنها قدر المستطاع كما وأرجو من الأخ المريض بالشقيقة إضافة إلى الدواء أ ن يلجأ إلى غرفة هادئة خفيفة الضوء بعيدة عن الضوضاء وشد الرأس برباط حول الصدغين أو وضع كيس من الثلج على صدغيه أو وضع يديه في سطل ماء حار.