مما لاشك فيه أن الأنترنيت لها وابل من التأثيرات على الأسرة البريشية، وبحكم أن هذه الوسيلة جديدة في قريتنا فإن كل شباب بريش يستعملونها كوسيلة تواصل لاغير...
إن عقل الشاب في بريش يعاني من القمع داخل الأسرة، و كذا الفتاة وأقصد بالقمع عدم إعطاء فرصة للمراهقين للمشاركة و لعب دور داخل الأسرة، وكذا إحتقار فكر الطفل و دائما نسمع " أنت مازلت صغير واش تعرف ؟"...
وبالتالي صارت مواقع التواصل الإجتماعي متنفسا لهم ينشرون آراءهم بكل حـرية و يتشدقون و يتلهفون لقراءة الردود و التعاليق، حتى يقيموا وزنهم عند الآخرين و هذا ما لا يجدونه داخل الأسرة،...
فصارت الفتاة في غنى عن جولات الأعراس والحمام و الوقوف بجانب النافذة، هذه الطرق الكلاسيكية عُوضتْ بالعالم الإفتراضي تمـاما..
فصار اليوتوب يعوض الأعراس، و الفيسبوك يغنِي عن الحمَّام، و السكايب خير بديل عن الوقوف بجنب النافذة...
وفوق هذا تتجنب الفتاة أي إنتقاد يأتيها من والديها أو من طرف أخيها الأكبر، فهي عندما تجلس أمام الشاشة فإنها تشكل صورة جميلة في نضروالديها، لأن الكمبيوتر يعني الثقافة في نضر الكبار، و من السهل أن تفتح صفحه الجذور التربيعية ومن تحتها برنامج (أم أس أن)، فإن تحسست الخطر تنقر هذا و تغلق ذاك، و تتحول بضربة فأر من فتاة غائصة في الغراميات إلى مجتهدة تحضر للمسابقات الكبرى، و كذا إستطاعت أن تحمي نفسها بنفسها مستغلة سذاجة الأسرة...
أما الشباب فيعتبر تجمعهم في المقاهي شيء غير مرغوب، والسهر خارجا لا يشد النفس، ففي الفيسبوك يختار مع من يتواصل و يربح رضا الوادين معا...
فيسافر مع من يريد فيجد من يقاسمه همومه، فيتخلى تمامـا عن أسرته، و بدل أن يستصغره الآخرين فإنه يشفي غليله في النت و يعوض ذلك الفراغ و يرد إعتباره أمام ذاته..
فإن كانت له هوايات فإنه لا يتردد في إستثمارها أمام هذا العالم الإفتراضي، فمن الصعب أن تمشي في بـريش وتخبرهم أنك كتبت قصيدة، فسيتهمونك بالجنون، بينما يهنؤونك على الفيسبووك...
هذه هي الأنترنيت التي أطاحت برؤساء و ملـوك، فكيف لا تطيح بمفاهيم وقوانين الأسرة في بـريش؟؟؟
أتمنى أنني وفقت في التحليل، و أنا من دعاة التواصل الإيجابــي..
بقلم/ berrichesoft..