[right][b]ينقسم الشعر الملحون في الجزائر الى اربعة اقسام هي:
أ-الزجل: قال المحبي في خلاصة الأثر عن أصل كلمة الزجل أنه لغة : الصوت، وسمي زجلا لأنه يلتذ به وتفهم مقاطع
أوزانه ولزوم قوافيه.
وأخذ به جمهور الناظمين لسلاسته وتناسق مفرداته، ونسجوا منه من غير التزام بالإعراب، وأول من أبدع فيه أبو بكر بن قزمان كما ذكر سابقا في أواخر القرن الخامس للهجرة،
ومن أمثلة الزجل ما رواه الشاعر الأندلسي مدغليس في وصف الروضة:
ورزاز دق ينــــــــزل *** وشعاع الشمس يضرب (رزاز = لعله ماء المطر الخفيف المنعش)
فترى الواحد يغضــض *** وترى الآخر يذهب
والنبات يشرب ويسكن *** والطيور ترقص وتطرب
والغصون تعطف إليـنا *** ثم تستحي وتهرب
أنت يا قبلة الكـــــــرام *** زينة المال والبنين
الله يعطيك فوق المقـام *** ويعيدك على السنين
أنت شامــــــــــا للأنام *** الله يحرس شمائلك
ويزيدك بالــــــــــدوام *** كي تعيش في فواضلك (كي = معناها حتى تعيش أو عندما تعيش)
ما ينطوي ذكر الكرام *** لما تنشر فضائلك
ونه**** لكل عــــــــام *** والخلائق تقول آمين
قد بقينا بك في أمــان *** الله يحييك طول السنين
ب-الكان وكان: يذكر الأبشيهي الذي عاش في أوائل القرن التاسع الهجري في كتاب المستظرف : " ... ولهذا الفن وزن واحد وقافية واحدة، ولكن الشطر الأول من البيت أطول من الثاني، وما تكون القافية إلا مرددة. فأول من اخترعه البغداديون، وسموه بالكان وكان لأنهم نظموا فيه أولا الحكايات ثم جاء بالمواعظ والحكم فضلاء بغداد كالإمام ابن الجوزي وشمس الدين الكوفي.
وهذين بيتين مما رواه الأبشيهي في كتباه المذكور سابقا:
يا سادة هجروني وهم نزول بخاطري *** لا وحش الله منكم في سائر الأوقات
أوحشتم العين مني وانتم خاطــــــري *** والقلب في النور والعين في الظلمات
ت-القوما: أول من اخترع هذا الفن كذلك البغداديون، في عهد بني العباس، ويحكى أنه نبغ فيه ابن نقطة في زمان الخليفة الناصر الذي كان يطرب له:
في الدهر أنت الفريـد *** في صفاتك وحيد
والخلق شعر منقــــح *** وأنت بيت القصيد
لا زلت في تاييـــــــد *** في الصوم والعيد
ولا برحت مهنـــــــئ *** بكل عام جديد
ث-المواليا: تكلم بهذا الفن أتباع البرأمكة بعد نكبتهم، فكانوا ينحنون عليهم ويكثرون قولهم يا مولى ويا موليا، ثم جيء به في مواضع غير الرثاء، منها في القتال:
لك يا إمام الوغى في كل موضع حرب *** سماع يطرب ويغني الكرب
هذا ولك كلما دارت رحـــا الحــــــرب *** سيوف تفنى وكفك لا يمل يضرب
وفي الوعظ:
يا قلب خانك المحبوب لا تدبـــــر *** عنه وعن قصة السلوان لا تخبر
واستعمل الصبر الدايم العدو تقهر *** فإن الله ما خاب الذي صبر