ramzi.naili شخصية أولاد بريش
عدد المساهمات : 254 نقاط : 6282 الســــــمعة : 23 تاريخ التسجيل : 18/02/2009 العمر : 37
| موضوع: يوان نصف غناء و حلوى السبت نوفمبر 07, 2009 7:58 am | |
| فاديا غيبور نصف غناء.. وحلوى
* شعر *
من منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق - 2002
نصف غناء.. وحلوىأنا لا أريدُ المزيدَ من النار والدم والوردِكيما أغني..ولستُ أريدُ جراحاًأغمّسُ فيها حنينَ الأصابع للحبرِ كيأبتدي صبوتي لاقترافِ النشيدْكفاني دمي منذُ نيفٍ وخمسينَ حزناًيغذ خُطاهُ إلى مُلتقى نكبةٍ، نكسةٍفانكسارٍ جديدْكفاني تضرّجُ وجهِ الحروفِ بأوجاع هذي البلادِ الحزينةِوهْيَ ترتبُ شوقَ الترابِ إلى الغائبينَوريداً يتوقُ إليه وريدْكفاني هديلُ الحمام المدمّىيزور نوافذَ بغدادَ كلَّ احتضارٍوقدْ ضاعَ منهُ ومنها انتظار البريدْ*** أنا لا أريد المزيدَ من النّارِ والدّمِ كيما أغنّيكفاني احتمالُ الخرابِ الذي أرتديهِ.. الذي يرتدينيويلتفُّ بي خائفاً منذ أوّلِ حبٍّ وأولِ رؤياوأول ترنيمةٍ أمطرَتْ سِحْرَها فوقَ مهدِ الطفولةولا أدّعي أنّني قد أبوحُ بكلِّ الذي خبّأتْهُ السّنونَ العجافُبصدري..ولا أدّعي أنّ صَوْتي القليلَ يُهمُّ كثيراًوقد سدَّ لونُ الرّمادِ الفضاءْدمـاءٌ.. دمــاءٌ.. دمـاءْرمادٌ... خـرابٌ.. دمـاءْوها أنا أشهدُ.. أنّ الزمانَ الذي يَعْترينازمانٌ مدمّىوأنّ الأناشيدَ صارَتْ بكاءً وحمّىوأنّ العصافيرَ فوقَ نزيفِ الغصونِترفرفُ كلمىوأني أراوحُ منذُ اقترفتُ عناقَ الترابِفما زلتُ أخلعُ همّاً قديماًوألبَسُ همّا..!*** أحبُّك هذي الظهيرةَيشتاقُ قلبي حضورَك فيَّ فراتاً قديماً وأسكبُ عمري نبيذاً يُعتّقُ في راحتيكَفَيروي أيائل الظامئاتِإلى مَطرٍ ذابلٍ وعيونٍ حزينةفأمضي إليكَ وتمضي إلينا.. ظلالُ المدينةتسائِلنا عن نخيلٍ قتيلٍوعن سَعَفٍ مُسْتبى عند شطِّ الخليجِ.. تُنادي:-أما مَنْ يَجيرُ النخيلَ القتيلْ؟!!-أما مَنْ يجيرُ النّخيلْ؟!-أما مِنْ مُغَنٍ يُغَنّي لأطفالِ بغدادَنصفَ غناء وحلوى؟!-أما مِنْ سماءٍ تبوحُ بليلِ التناجي بمَنٍّ وسلوى؟!!-أما مِنْ قريبٍ.. صديقٍ.. حبيبْ؟!-أما مِنْ مُجيبٍ...؟!-أما مِنْ مُجـ .. يـ .. يبْ؟!وما مِنْ مُجيبْ!...توجهتُ نحوَ فضاء جنونِكَهذا الذي شدَّني قبلَ ثلجٍ مضى، قبلَ وردٍ مضىومثلَ البلادِ التي جرّحتها القذائفُكنتَ حزيناً، وكان الجنونُ الجميلُ حزيناً.. حزينْوكانتْ بعي****َ تهمي مشاهدُ قتلٍ، سيولٌ، دماءْوبينَ الدماء.. وبينَ الدماءْيُسافرُ أطفالُنا الخائفونَ يلمّونَ أشلاءَ أصحابهمْويقتطفونَ عويلَ النساء الثكالىوأحلامَ أهل القرى الطامحينَ إلى نجمةِ الخبزِ فجراًوكانوا..يلمّونَ صرخاتِهمْ عندما يولدونَفيُحتَضَرون.... ولا يولدونْ!*** أنا وسماءُ دمشقَ وأنتَوأصواتُنا صَخَبٌ نازفٌ فوقَ رملِ الجهاتِفلا طائراتٌ تمرُّ بأحلامنِا لا حمامٌيطيرُ ببعضِ رياحٍ.. وبعضِ جناحٍليسألَ عن حالِ ليلى وحالِ محمّدْأما زالَ يسكنُ وجهيهما- مثلنا- هاجسُ الأرضِوالحبِّ والياسمينْ؟!أمْ أنّ الحروبَ.. الخرابَ.. الدمارْوفقدَ الأحبةِ بينَ الحصارِ وبينَ الحصارْتُحطّمُ فوقَ الوجوهِ مرايا النهارْفيغدو المعزّونَ كالميّتينْ؟!أنا وسماءُ دمشقَ وأنت كبرنْا كثيراً غدونا بحجمِ الهمومِ التي ما تزالُ بحجمِ البلادْفهلْ نبحثُ اليوم عن حلمِنا في بقايا الرّمادْ؟وهل نستطيعُ احتواءَ الرّمال التي تنثني نحوَناكلَّ خوفٍ لِتُغري دِمانا ببعضِ احتمالْ؟رمادٌ.. دماءٌ.. رمادْرمادٌ.. دماءٌ.. وألفُ سؤالْ:تراهُ يعودُ إلينا بهاءُ الطفولةِ وردأ ندياًيضيء سناهُ زماناً جديداً بأرضِ العراقِفيخضلُّ عشبٌويونِعُ زهرٌوتندى غلالْ؟! *** الشَّهيدلم يكنْ يحملُ ورداً يومَ عادْكانَ في كفّيهِ نارٌ ودخانٌ ورمادْوأغانٍ شاحِبةْوعلى عشبِ ذراعيهِ تقاسيمُ حدادْوحكاياتُ البلادِ الطيبةلم يكنْ يحملُ ورداًفهْوَ وردُ الأرضِ في هذا السّوادْ*** حدّثوه عن قلوبٍ ماتتِ الأحلامُ فيهاعن عيونٍ فاتناتٍ لم تجدْ من يفتديهاعن غيومٍ مُثقلاتٍ بينابيعَ وألوانِ غلالٍلم تجدْ من يرتديهاحدّثوه عن عصافيرَ وأطفالٍ جياعٍعن قرى تخلعُ قمصانَ البراريثمّ تذوي ألماً من ساكنيهاحدّثوه عن حدودٍ مستعارهعن جوازاتِ سفرْحدّثوه عن لصوصٍ ورعاةٍسَرَقوا ضَوْءَ القمرْحمَلَ العائدُ عينيهِ بعيداً...وبكى..ثمّ بكى..وتوارى ذاتَ يأسٍبينَ أشجارِ المطرْ ***
الوطن لقبلةٍ نحيلةٍ تورَّدتْ على شفاهِ جُرحِهِلقامةٍ مديدةِ الغناءِ أورقتْ على ضفافِ روحهِلنجمةٍ تُساهرُ الكلام وداعاًمُعلقاً على غصونِ بوحِهِلكلِّ مَنْ تناثرَتْ دماؤهمْ وأمطرت ورودَها شقائقاًعلى دروبِ صبحهِأحوكُ من مطالعي عباءةًتنامُ في خيوطِها طيورُ سفحِهِهو الذي علمني بحبِّهِ أنْ أستحيلَ شاطئاً من رحمةٍو موجةً تنامُ في عُروقِها أطيابُ قمحِهِهو الترابُ والنّخيلُ والسّماءُ والمَدىهو النشيدُ من بوّابةِ الدماءِ في الجنوبِ والشمّالِصوتُهُ ابتداهو الذي علمني نيسانُهُأنْ أستحيلَ قوسَ وجدٍ ينحني مسبِّحاً بآيةِ الحنّاءوهيَ تبدأ الغناءَ ساطعاًعلى شفاهِ جُرحِهِ***
صهيلكلما رنّت على أجنحةِ الوردةِ أجراسُ المطرْحمّلتني النارُ عبءَ الأغنياتِ الرّاعفةفعشقتُ الموتَ في صوتِ الحجرْثم صلْيتُ لأطفالٍ صغارٍمسّحوا عن جفنِ هذا الوطنِ الممتدِّ بين القهرِ والقهرِتفاصيلَ الخدرْواستضاؤوا بالدماءِ النازفةوإذا بالأرضِ تحيا وتغنّيفي صهيلِ العاصفة2001 *** خارطة مصلوبة على جدار النومِ الرمليّفي اليوم العاشر من أيلولْ... أستيقظُ ظمأى،يتأرجحُ فوقَ شفاهي ما يشبهُ طعمَ الدمعِ المالحِ،يتدفقُ في صدري ما يشبهُ ولولةَ الريحِ المجنونةْودمي يتناثثرُ بين جهاتِ الخوفِ العشرينْفتعاويذي لا تَدرَأ عنّي همهمةَ الأشباحِالآتينَ على أجنحةِ الليلِ فُرادىأوّلُهُمْ ذاكَ المتلثمُ بالقوسِ القُزَحيِّيُغمغمُ وهو يمدُّ الطرْفَ إلى الخارطةِ المصلوبةِفوقَ جدارِ النومِ الرّمليِّ، يهزُّ الصّمتَ بقبضةِ رعدٍ ثم ينادي:قد آنَ لهذا الفارسِ أنْ يترجّلَ..لكنّ رياحَ الحقدِ المجنونةلا تسمحُ للوطنِ الفارسِ أنْ.. يتّرجلْ.ثانيهمْ أقبلَ نحوي مبتسماً، وفرحْتُفرحتُ كيثراً، لكأنّ الثاني يحملُ وجهَ أبي،أقسِمُ كان الثاني يحملُ وجهَ أبي،أتقرّى طلعتَهُ السمحاءَ، وداعةَ عينيهِ الشّهلاوينِظلالَ الحزنِ الأولِتَعبُرُ آفاقَ العينين الوادعتينْفأبي- أذكرُ- كانَ يُحِبُّ الأرضَوتملؤُهُ الأحلامُ الخضراءُ بيومِ النّصرِ ويومِ العودة!وأبي كان يسبِّح بسمِ اللهِوباسمِ الأرضِ وباسمِ الشهداء الأبرارِالسّجدةَ تلوَ السّجدةْ...وأبي كانَ يخافُ الموتَ كثيراً،لاطمعاً بالدنيا كانَ يخافُ الموتَ.. ولكنْأملاً بالفرح العربيِّ الموعودِبيومٍ- كان يُظنُّ- قريبٍ،قربَ رموشِ العينِ إلى رفتّها، أذكرُ...كنتُ أرتِّبُ- مازلتُ- تفاصيلَ الحبِّ الأولِّيومَ استلّ الموتُ حنانَ أبيفطويتُ الحبَّ الأولَّ والأوراقَ الخضراءْوانبثَقتْ في أعماقي شلالَ رؤىً أحلامُ أبي،أتراهُ اليومَ يَجيءُ كظلٍّ ليليٍّ لِيعاتِبَني؟!وصرختُ.. وفوقَ شِفاهي أسئلةٌ ودماءْ:أبتاهُ.. اغفرْ لي أنّي لم أتقنْ يوماًإلاّ موسقةَ الكلماتِ وحبَّ الأرضِفلماذا لم تورثْني إلاّ موسقةَ الكلماتِ وحبَّ الارضْ؟ولماذا حوّلت الوطنَ بصدريعطرَ دماءٍ ومجرّات؟لكنّ أبي- عذراً- لكنّ الشبحّالكانَ يُشابهُ حدَّ الحبِّ حضورَ أبيألقى إليَّ بقبضة صبرٍثم تبَسّمَ كالأطفالِ وقالْ:لا تئدي حلمَكِ في تابوتِ اليأسِ، انتفِضي،مدّي كفَّكِ نحو جَنوب الرّوحِ وصلْيلدمٍ يَرسمُ فوقَ جدارِ الحلمِ ربيعاً،واحتضنيِهم، أطفالَ الأرضِ المحرومينَالمضطهدينَ المقتولينْ..مازالتْ أوراق دفاترِهمْ تحمِلُ تاريخَ الزمنِ الآتيمُبتَدَأ بنهاراتِ الزيتونِ وأسئلةِ الليمونِ بيافاوببعضِ هديلِ حمامِ القدسِيُفَرِّخُ كلَّ صباحٍ آلاف الأطفالْ...وتلاشى مثلَ النسمةِ- حين تجيءُ وترحلُ- وجهُ الظلِّالكانَ يشابهُ حدّ الحبِّ حضورَ أبي..ما كنت بحالمةٍ أبداًفالوقتُ صباحُ العاشرِ من أيلولْوأنا مازلت أفتِّشُ في نشراتِ الأخبارِالمرئيةِ والمسموعةِ عنْ نبأٍ عاجلْ............وَجْهُ الظلِّ الثالثِ ما كانَ غريباً،هو يشبهُ بعضَ رجالِ مدينتِنا، قد يشبهُ أحمدَ أوعبدَ القادرِ أو ذاكَ المزملَ بالأحزانِ علاءَ الدينْ..حاولتُ مِراراً أنْ أتقرّى في عينيهِ كتابَ النخلِ الذاويفوقَ مرايا دجلةَ في بغدادْ،حاولتُ تذكُرَ بعض عذاباتِ الأولادْوملاَمِحَ (ريتا) وهيَ تحاولُ تنسى رُعبَ ليالي القصفِورائحةَ الأمواتِ المنتشرينَ بدونِ قبورٍآنَ استوطنَ في الأعماقِ حدادْ..........الظلُّ الثالثُ لم يبدُ غريباًحاولت كثيراً أن أتلمسَ فيهوجهَ حبيبي الأولِ وهوَ يسافِرُ قبلَ سنينْ،لكنَّ الوجهَ تبدلَ ثم تبدّلَ ثم تبد.. د ..لَفاستوطنَ في العينينِ رمادٌ قانٍ ودمٌ عبقيٌأطلعَ حقلَ شقائقَ ثم تورّدَ فوقَ الوجهِ ربيعُ القدسِوقائعُ (أيلولِ) الألفينِ يذرذرُ فوقَ الجُدرانِ الخرساءِدماءَ الوردِ التشرينيِّ الأولْوالدّرةُ يصحو منْ دهشتِهِويرّددُ مزهوّاً أسماءَ الشهداءْبدءاً من أوّلِ غصنٍ تشرينيٍّحتى آخرِ شجرة نورٍ ضوّأهارجلٌ من وجدٍ منذورٌ لنداء الحريةِتولدُ من آيات دمٍ عربي يستيقظُ كلَّ صباحٍكي يرسمَ فوق وجوهِ الأطفالِمرايا فرحٍ ومجراتٍ مازالتْتنثرُ في سمواتِ اللهِ ضياءً وتصلّيلتظلَّ بخيرٍ أقلامُ الأطفالِ، دفاترُهمْ،وبقايا قطعٍ من حلوىتنتظرُ على قاعدةِ الشُّباكِ العاريإلا من أحزانِ اليوم الفائتِواليومِ القادمِ واليومِ المنتظرعلى قائمة زغاريد النسوةِِأفراحَ الأطفالِ الشهداءْ...هل كان المطرُ الأيلوليُّ قيامةَ هذي الأرضِالنَّسيتْ ضحكتَها في ساحة حربِ الكلماتْ؟هل كانتْ صرخاتُ جمالِ الدرّةِحينَ اقتطعوا من أغصانِ ذراعيهِ العاريتين هديلَ محمّدْ،وبقايا أحلامٍ كانت تتورَّدُ كلَّ صلاةٍفي العينين الضاحكتينْ: وأريدُ بلاداً يا أبتِلا يسرقُ خضرتها الغرباءْوأريد جواداً عربياً لأسابقَ هذي الريحَ الهوجاءْ،وأريدُ.. أريدُ.. أريـ..وانهمرَتْ نارٌ قربَ جدارْ،ومحمّدُ هذا الطفلُ المثقلُ بالأحلامِ الغضّةِ صارْميلادَ نهارْ..وتدفّقَ في أوردةِ الأرضِ الظمأىمطرٌ إعصاريٌّ من نارْ..من منكمْ يذكرُ كيف تدفّق في أوردةِ الأرضِ الظمأىمطرٌ إعصاريٌّ من نارْ؟من يذكرُ كيفَ اخترقَ الموتُ تفاصيلَ الأخبارْ؟كم من ْ نبأٍ جاءَ يزلزلُ هذا الباقي من نبضاتِ القلبِويتركُ فوقَ مرايا الصمتِ ذهولاً يقتحمُ الأسرارْ؟صاروخٌ يدخلُ من نافذةٍ فتحتْ للشمسِ ذراعيها،يلتهمُ الشمسَ ويزرعُ في الشرفاتِ دمارْ..كمْ منْ وردٍكانَ يبرعمُ فوق جبينٍ القمرِ الطفلِفيسرقُ من عينيهِ مداراًكي يتخلّقَ منْ أبراجِ الصبرِ مدارْياكلَّ مداراتِ الصبرِ العربيِّ انهمري أقواساًمن مطرٍ إعصاريٍّ..دقي الأجراسَ ليومِ الثارْفعلى شرفاتِ الرّعدِ نذيرٌ آتٍيعلنُ أنّ الأرضَ ستلبسُ بعد قليلٍ زينتَهاوسيزهرُ في الساحاتِِ الغارْهل يزهرُ في الساحاتِ الغارْ!***
ثمار الأسئلةأتوسَّلُ غيماً كان يبللُ روحي، يوغلُ فيها ذاتَ شتاءْأستذكرُ نافذة عريتْ من ألوان الوردِ الـ.. كانَ يرشُّ عليناشجرَ الجبلِ الأخضرِ.. كلَّ مساءْأسّاقطُ قربَ وريدي اليابسِ عزلاءَ النبضِمُبعثَرة الأشلاءْأسّاءل حين أرمّمُ بعضي، حين أجمِّعُ كلْي:منْ أشعلني قبلَ وداعٍ وردةَ شوقٍ؟!منْ أغراني بحكاياتِ الورقِ الأبيضِيومَ قرأتُ كتابَ الوجدِ دموعاً،يومَ ملأتُ دفاترَ غيمي أسئلة مِنْ توقٍ مجنونٍكي أستمطرَ كفَّ الصمتِ الناحلِ حبراًكوَّةَ عطرٍ، نصفَ سماءْ؟!من سوّاني ذات حلولٍ حبَّةَ قمحٍ في سنبلةٍصارتْ حقلاً ترقصُ فيه الفزّاعاتْ؟!منْ أعلنني بيدرَ خبزٍ للأطفالِ إذا ما استْلِبوامِنْ نبضات الحلمةِ والـ.. قبلاتْيا.. أنتَ الشاحبُ، أنت اليابسُ مثلَ وريدي!هلْ جاءتكَ رسائلُ جرحي؟هل جاءتكَ رسائلُ قلبي الطاعنِ نحوَ فراتِكَ آنَ يغيضُوتحترقُ الكلماتُ على شفتيهِ الظامئتينِفيفتحُ عينيه الخضراوينِليبكي غَرَباً.. عشباً.. زهراً.. كانْيترجَّلُ سربُ أوزٍّ عن أشجار الريحِوتركضُ عاشقةٌ بحثاً عنْ مُخملِ ضحكتهايذوي صفصافٌ منتظرٌ مطراً في صيفٍ آتٍيولدُ أطفالٌ فوق رصيف الجوعِ تمرُّ قوافلُ من تمرٍوحريرٍ وعطورْ..والصمتُ يعرِّش فوق مرايا النهرِ كثيفاًيحتجُّ النهرُ.. يضجُّ.. يثورْيتساءلُ:كيف تحوَّلَ هذا الكوكبُ وهو يحاربُ لغة الشرِّوعاءَ شرورْ..الكلماتُ المحترقاتُ وسِرْبُ إوزِّ بريِّ،أنثى عاشقةٌ تبحثُ عن مُخملِ ضحكتِهاصفصافٌ ذاو، أطفالٌ منسيّونَ،قوافلُ يحدوها رجلٌ كفّاه مباركتانِصلواتٌ تخفقُ فوقَ مرايا النهِرِ تصيرُ غيوماًينهمرُ الغيمُ دموعاً تتسلقُ وجهَ النهرِ.. فيبكيوعلى زنديِه المرتعشينِ ترفُّ حماماتٌ بيضاءْيُنشدُني النهرُ مدائنَ من وجعٍ..قبّرةً ترحلُ من خوفٍ..رملاً مكتظاً بأنين نخيلٍ محروقٍ يتقاطرُ رطباًممسوساً بالإشعاع النوويِّ..ويعلنُني بين أساميه القاحلةِ مجازاً لغوياً..يترهَّلُ قلبي فوق صواريهِ الراحلةِ نزيفاًحتى حمّى العصرِ الحجريِّ الأول-لا تلتفتي نحو ضفافِ النهرِ.. ابتعدي-لا تبني حلماً من صبّارٍ منسيٍّ بين الأوراق..-ابتعدي..-لا تبتعدي..صرخَ الأطفالُ المنغرسونَ حدائقَ وردٍ في الأعماقْ-لا تبتعدي.. فجنونُ العالمِ يقتلنا يغزو أسرارَ براءتِنا،يغتالُ أراجيحَ الأحلام وناياتِ العشاقِ العذريينْوتمدُّ ذراعيها عشتارُ المسبيةُ فوق ضفافِ النهرِ الباكيسرقوا أسطورةَ حنطتِها.. غلوا رسغيها بالطعناتْ..ورمَوْها في عالمِها السفليِّ تفتشُ عبثاً عن تموزٍ آتْوصحارى وجعي تتجذرُ فيَّ جنوباً من صلواتٍأو مطراً من أدعيةٍ وقرابينْيتسامقُ في الشرفات نشيدُ المنتصرينْتنهض خيلٌ من كبوتِها ويضوعُ صهيلْينتفض الجبلُ الماردُ ذاتَ دماءْويموتُ بلعنتِهِ التنينْأشعلني الجرحُ حقولاً من قمحٍ عسليٍّقطعانَ وعولٍ ترسمُ بحراًوسماءً يانعةً من نازنجٍ يافاويٍّأشرعتُ حقائبَ أسمائي.. وبدأتُ أرتبُ صَرَخاتيهل أطلقُ صرختيَ الأولى نحوَ قبائل هذي الأمّةهل أنذرُ كلَّ الباقي منها للإنسانِ القادمِوهْوَ يؤثثُ بالثاراتِ طريقَ القمّة؟!..يا.. أنتَ الشاحبُ، أنت اليابسُ مثلَ وريدي..حتّام تمدُّ إليَّ جذورَ اللهفةِ حين تجيءُ وحين تغيبْ وتذرُّ رمادي فوق همومِ النخلِ المسبيِّ شمالاًكي يشهقَ في السَّعَفِ المقتولِ صباحُ دمييتكوكبُ أقماراًتتهاطلُ في ظمأِ الصحراءِ نشيجاً وردياًيتكسَّرُ فوق حدودِ الجسدِ البدويِّوينزفُ أحلاماً، صلواتٍ تتبرْعَمُ بين رمالِ فمي؟!..من يسمعُ في هدأةِ هذا الليلِ مناجاةَ الأجداثْ؟من يعرِفُ كيف يمرُّ الشهداءُ ويجتمعونَ لشربِ القهوةِكلَّ مساءٍ ومتابعةِ الأحداثْ؟!من يذكرُ كيف تجفّفُ ضحكتُهمْقمصانَ الدمعِ على أجسادِ الأطفالْ،أو كيفَ يجيئون خفافاً مثلَ ملائكةٍ من نورٍهبطوا من ملكوتِ الرحمنِ بوحيٍ:-اقرأ بسمِ اللهِ كتابَ الأرضِ وفاتحةَ الشهداءْواقرأ باسمِ الشهداءِ كتابَ الثورةِ مختوماً بدمٍ رعّافْقد أينعتِ الأجسادُ الغرثى من دمِناواحمرَّ على الآفاق هتافْ:-أنْ حانَ قطافٌ يا وطنيقدْ حانَ قِطافْأيار 2000 ***
نصفُ صلاةما الذي يحدث في أقصى الدماءْ؟أيُّ جرحٍ في وريدي يتلوّىوأنا أرتدُّ صوتاً صارخاً عُرْضَ الفضاءْ:زمِّلوني بعذاباتِ الحزانىبدموعِ الفقراءْوارسموا فوق ترابي غيمةً من نرجسٍأبتدي فصلَ الغناءْ..إنني المسكونةُ بالثاراتِ حتى..آخرِ الجرح ونزفِ الكبرياءْ!ما الذي يحدثُ في أقصى الدِّماءْ؟والذي يركضُ في الصدرِيرجُّ الدّمَ والعظمَ ويلتَفُّ على النبضِ كأفعىثم يغتالُ عصافيرَ الصباحاتِالتي رفّتْ على كفِّ الضياءْوتوارَتْ بانكسارٍقبلما تُزري بها ريحُ الفناءْ........................شاحبٌ وجهُ حبيبي...باردٌ وجهُ الورقْورنيمُ الحبرِ في صمتِ الزّنازينِاختنقْ..ورؤانا أصبحَتْ ظلاً هشيماًعلَّقتْهُ الريحُ في وادي المرايافتشظّى.. وتلظى..واحترَقْ..شاحبٌ وجهُ حبيبيباردٌ وجهُ الورقْساخنٌ حلمُ صغيرٍيرتدي بردَ الرَّصيفْيتشهّى قبلة الأمِّ الأخيرةْولذاذاتِ الرَّغيفْلوَّحتْ نافذةُ الموتِ لهُ بالأرجوانْوتشهّاهُ النّزيفْعندما غلَّتْ يديهِ الطلقاتْسرقَتْ أحلامَهُ الأصغرَ مِنْقبضةِ حلوىمسحتْ عن ثغرهِ نصفَ صلاةْورمتْهابين أوراقِ الخريفْباردٌ وجهُ الورقْشاحبٌ وجهُ حبيبيوهْوَ يأتي من نهاياتِ الأرقْحاملاً أوجاعَ أرضٍعُمِّدَتْ بالنارِ عمراً والعرقْوينادي:آهِ.. يا ربَّ السّماءْما الذي يحدثُ في أقصى الدّماءْ؟!مطرٌ يرمي شراييني بحمّىوبأشلاءَ على أطرافِهاتحبو عيونٌ خاشعةْمطرٌ أحمرُ أو أزرقُ أو.. أخضرُ..لا فرقَ، فإنَّ اللهَ يبكيفي السّماءِ السابعة!!!20/7/2001 ***
نبضاتٌ هارباتلا ترسلِ الأشجارَ نحوَ دمي فأوردتي يحاولِها غداًشجرٌ وماءْلا تبتكرْ لطفولتي أرجوحةً..وانسَ الذي أوحى إليكَ بفضةِ الكلماتِيوم تبرّج الصفصافُ بالأحلامِواشتجرتْ على النهرِ الدماءْكانت أغانيُّ القطا تنتابُني والريحُ تقطِفُ ريشَهاوأنا يجمعّني الغناءْحانٍ عبيرُكَ فادّخرهُ لياسمينِ حديقةٍتخضَلُّ في صَخَبِ الربيعِ المُشتهىواقبِضْ على نبضاتِ قلبي الهارباتِ إلى النّدىفلكم مللتُ حرائقي.. ولكم عشقتُكَ سدرةً للمنتهى!أيَّ الجهاتِ عبرْتَ نحوي فاستدرتُ لريحِها جذلىوقلتُ: هو الحبيبُ يعودُ من مطرٍويحتقبُ الكلامَ الليلكيَّ.. الشعرَ.. آياتِ التولهِواتكأتُ على يمينِكَ غيمةً أو.. غيمتينِوكنتُ أحلمُ بالرحيلِ إلى مياهِكَ كي أعيدَ إلى تراتيليصدى صوتي القديمْوصحوتُ.. يومَ صحوتُ كنتُ غريبةً... حيرىأهوِّمُ في فضاءاتِ الجنونِ وأنت ناءٍكالطفولةِ.. كالحنانِ الوالديِّصرخْتُ.. أيقظتُ المدينة من نوافذِها القديمةِلم تسائلْني معابرُها الدّفيئةُ عن شجوني..لا.. وما ألقت إليَّ حبالَ لهفتهافلذتُ بحيرتي وبدهشةِ الأشياءِ حوليكانتِ الدنيا عماءً مطلقاًوأنا أضجُّ.. أدورُ مثقلةً بعطرٍ بابليٍّهزَّ في جسدي جذورَ الخصبِ فاقترفَ الحياةَوأطلقَ الصّرخاتِ ثانيةً وثالثةً، وأدركَ أنّهُما زالَ في رَحِمِ العماءْورمى بروحي بذرةً بينَ الترابِ البكرِ فاحترقَتْ بنارِكَواستفاقَتْ كي تراكَ تحِلُّ في صلصالِها الأزليِّثمّ تراكَ تنهدُ يانعاً ما بينَ صرختِهاومفترقِ الكلامْلا تُرْسلِ الأشجارَ نحوَ دميفلا بحرٌ هنا يمتدُّ، لا مطرٌ يطهِّرنيولا أرجوحةٌ للموجِ تأتي كي تسافرَ بيفأنفضَ عن فمي خمرَ الكلامِ المستحيلِوأنثني بتولّهي وتأوّهي..كلُّ الجهاتِ الحاصرتني أسرفتْ بغيابِهاوبقيتُ وحدي ها هناورحلْتَ مثلَ الوردِ.. وحدَكْأوَكنتَ برقَ قصيدةٍ عبرَتْ لتسحرَنيوترمي في شراييني الجمارْ؟أم كنتَ ظلَّ البحرِ يمنحُ ثمّ يمنعُثمّ يقتلُ عاشقيهِ ويحتبي ضوءَ المنارْ؟!..كلُّ المرافئِ عتقتني في مساءاتِ النبيذِ وأطلقتْنيويداكَ ساريتانِ من حمّى ومن بوحٍ نحيلْوهما البلادُ المستباةُ.. هما الرمالُ.. هما النخيلْالليلُ نافذةُ اخضِراريفافتحِ الأوقاتَ واكتبْني جنوناً قادماً في ناظريكْظمأى أنا عمري إليكْحلمي يقاربُهُ العذابُ.. ولهفتي عصفورُ نارٍحطَّ من ولهٍ..عليكْ..***
لنْ يُكسَرَ الترابلأنَّهُ مِنَ التّرابِ جاءَ واقفاًتقدّس الترابْتناثرَتْ دماؤُه على الذُّرا وغابْفحلقَتْ أكفُّنا تعانِقُ السّحابْوقالَ لي مُودِّعاً في مُنحنى العذابْ:تجَسّدي قصيدةً من سوسنٍ..تفتّحي كغابةٍ من نرجسٍفي السَّهلِ والهضابْوعندما حاولتُ أن أضمَّهُ إلى دميوأغلقَ العيونَ والأهدابْسمعْتُ صوتَهُ مدوِّياً:لا.. تبحثي عن موطنيفموطني الترابْجمعْتُ صوتَهُ المضيءَ في حقائبيسافرْتُ ألفَ موسمٍرسمْتُ وجهَهُ تعويذةًعلى مطالعِ الكتابْوألفَ ألفِ مرَّةٍ ظننْتُ.. أنني وجدْتُهُلكنني.. أدركْتُأنَّ كلَّ من ظننتُهُمْ (مُسافِري)لم يرتقَوا لنارِهِوأنهم مرّوا على طريقِ دهشتيكالظّلِّ والسّرابْوحينما ارتديتُ معطفَ السكونِوانكفأتُ نحوَ داخليوجدْتُهُ في خافقي مسوَّراًبالشوقِ والرِّغابْلكنّه غافلَني مرفرفاً وفرَّ من دوائريذاك الذي حوَّلني بحبِّهِ قصيدةًتصاغُ مفرداتُها من رعشةِ الهضابْوقال لي: صديقتي، لأنني من الترابِ جئتُ واقفاًلأنني إلى الترابِ عدْتُ واقفاًلن يكسرَ الترابْلن يكسرَ التّرابْ2000 ***
| |
|
Admin Admin
عدد المساهمات : 565 نقاط : 6984 الســــــمعة : 19 تاريخ التسجيل : 13/02/2009 العمر : 50 الموقع : https://ouledberriche.ahlamontada.net
| موضوع: رد: \يوان نصف غناء و حلوى الأربعاء نوفمبر 11, 2009 5:21 pm | |
| دوق راق، شكرا على تميزك | |
|