تحية عطرة ازفها اليكم أيها الأحبة الكرام أعضاء ورواد منتدانا الغالي شؤون المغتربين العرب
أردت أن انقل لكم هذه الأحاسيس وهذه الأهات من مغترب .اشتاق الى أمه .
أمي الغالية ....
أقبِّل وجنتيك... ويديدك الكريمتين...
وأبثِّك أشواقي القلبية...
وأهديك عاطر الأحاسيس الصادقة...
أمي الودود... نِعم الأم العطوف ... الحنون ... الحانية... الباكية... أميرة الحب الزاخر... وصاحبة الحنان الوافر .
تحية ... مملوءة بالمودة والإخلاص... أرفع بها راسي اعتزازا وافتخارًا... بك وحدك ...لأني كنتُ موضع عنايتك في الصغر... وأصبحتِ الآن موضع محبتي وإكرامي في الكبر...
منتهى السعادة لدي أن أتذكر كلماتكِ اللطيفة... وعواطفك الرقيقة...وأحاسيسك الشريفة... فينساب على جنباتي نُبل محتدك... وسمو أخلاقك... وفضل شِيمك... وعلو همتك... وأنتِ ممسكة بأهداب الفضيلة ومتكئة على التقوى... ومعروفة بالرزانة ...
والدتي الرقيقة...
حملتني الطائرة مبتعدة بي عن ملاعب الصبا، ومدارج الشباب... ومهد الذكريات... وعيناي شاخصتان إلى موطني الذي رنَّقت الشمس فوقه في الأفق... ونثرت عليه لونها الذهبي...فملأ الأفق طيفك...وعلا الشمس خيالك... وحجب السحب صدى صوتك... فجاءت... هذه الرسالة تحوي بين أسطرها العطف والحنان... والشوق والعلوق... والتشوق والاشتياق...
إن قلمي يعجز عن وصف بعض ما أقاسيه من ألم بُعدك... وأعلم إن هذا الأمر عليك عسير... وعليَّ غير يسير...فقد مضت أيامٌ كثيرة لم أحظ فيها برؤية طلعتك البهية...وسماع نغمتك الشجية ... فياالله كم أنا ضعيف بدونك... وكم أنا صغير بفقدك... وكم أنا تائه بابتعادي عنك ...فاغترابي عنك خلف فراغًا كبيرًا لا يعوض... في حياتي... فقد كنتي ملء السمع والبصر لي ... ياكل الأماكن ...
... إذا آويت إلى فراشي أتذكر حنانك وعطفك..
فأقضي الليالي وصورتك تتراءى لي عبر خيوطه السرمدية... فيزداد حنيني إليك.
وأرى الثريا وكأنها جبينك الطاهر... فتشفي ما في صدري من شجن.
وأراقب النجوم التي تظهر لي فتكشف عن عيون تفيض دمًا ودموعًا... وتترقب ساعة اللقاء بصبر .
آآآآآآآآآه ... كم تعذبني الذكريات ... وتقتلني الخيالات... وتنتابتني الهواجيس... وتتكاثر الأخيلة في ذاكرتي ... فتستبيحني الأوهام على مسرح الألم ... وتكشف الضلوع عن البوح العميق في نفسي ...وتفضح العروق المعاناة الدفينة في قلبي... فالوحدة تقلقني ... والبعاد يكويني... والاغتراب يحرمني كل متعة وهناء...والشوق يلفعني بمزيد من اللوعة والأسى... لمِا أكنه في قلبي من الود الصافي لك... ولذا لم أتحمل فراقك بصبر وأناه...... وما أعجز الحرف عن وصف ما اعتراني من حنين لاهج... وانتماء لاعج... خفّف منه شربي من لطائفك العذاب قبل شرب مياه النبع العذبة...ونظري إلى وجهك الصبيح قبل النظر إلى البدر على صفحة الماء...وغذائي بأخلاقك النبيلة قبل أكلي وشربي ... وما هذا إلا لسان حالي وأنا البعيد عن بلدي وأحبابي...
والدتي الرؤوم...
بم أن لبعدك صداه في نفسي، فإني لا أدري بأي عبارة أشكركِ ... ولا بأي كلمة أذكركِ ... فالقلم يعجز عن إيفائك ماتستحقينه من الشكر على جليل عملك ... وجميل عونكم ... وحسن تعاملك... مما حقق لي فضلكِ ... و أعلمني قدركِ ... وأملكني وافر كرمكِ ... وأشعرني مبرتكِ...
... وإني لأرجو المعذرة على تقصيري... ولكن ثقي أنني احتفظ لكِ في قرارة نفسي بإعجاب فائق ... وتقدير عظيم ... وكم كنت أتمنى أن استعير من شمائلكِ ثناء عليكِ... كي أفيكِ حقكِ من الشكر .
ختامًا ......
أسأل الله لك دوام الصحة والعافية.. وحسن الحال ... وراحة البال ... ورغد العيش ... وأن يبقيك راتعة في رياض الغبطة... وضالعة في سماء الحبور .......ولي النجاح والفلاح .
[center][b]