قول وجب .. مصقول حاد كالسيف،
في حده الحد بين الجد واللعب.
فرض علي واجب أن اخبرك خبري، ومن أكون، ولا تسأل عن علة الوجوب، فليس وراء الفرض سر، ولا خطر ، إلا حاجة ـ في رأسي ـ سوف أبديها لأهلي، وأحبتي، ـ ولكن بعد حين.
أنا ـ ولا فخر ـ فقير تنتابني ككل الفقراء نوبات جنون، وكنت ـ قبل أن يستضيفني هذا الموقع ـ ضيف سجن من سجون الجزائر الخضراء، بل طوفت بي الأقدار عديد السجون .. وطبعا كنت متهما، وكان منطوق إحدى التهم،حسب قول المحامي حين زار الزبون:
(( التحريض، والتجمهر ، والمساس برموز الدولة، أي: الجمهورية)).
ولما حل ـ يوم العرض ـ على قاضي التحقيق، انقلب الوضع رأسا على نعل، وأمست التهمة ـ كقصيدة شعر ـ موزونة بدقة :
(( محاولة قلب نظام الحكم، والتآمر للإطاحة به )) .
ونشر النبأ، في جريدة ''النصر'' الجزائرية
ولكن بعد أربعة أشهر وعشرا :
03جويلية ... بعد ... أكتوبر 1991
هذا جزاء رئيس بلدية منتخب بلا تزوير، قرر ـ بعد استشارة وإجماع الجميع ـ أن لا يشارك في مهرجان استقبال الوزير ( السيد/حمروش)، ورأىـ يومها ـ أن يسير في طريق وطني ( معبد) فسار.. وصادف ـ وكل الصدف مقدرة ـ أن لحق به جمع من الناس، فواصلوا السير معا، وكان السير ـ يومئذ ـ مباح حلال.
وصادف ـ وكل الصدف مقدرة ـ أن غير الوزير رأيه، وقرر لوحده، ولسبب لا نعرفه، أن لا يدخل المدينة، وكان على مسافة قليلة منها، فتيامن شرقا وذهب لزيارة بلدة أخرى، اسم شهرتها ''الزرق''، وهي قرية جبلية الموقع خضراء بلا تزوير .
وقبل يوم المحاكمة بيوم،ساوم المحامي زبونه المقيد، وطلب أتعابه ـ كما يسميها ـ وشراه بثمن لا يعرف القانون، دنانير غير معدودة تغري أرباب الزهد والنسك المتبتلين، وحق للمحامي أن يبيعه ويسلمه للقانون، فهو محامي مكلف بحماية القانون الذي يحمي المواطنين عامة، ومواطني الحكومة خاصة.
وكان المحامي أستاذا في فنه، وكان يعلم علم اليقين: أن القضاة في بلدهم، لا يحق لهم أن يدافعوا عن المتهم، إلا أن يكون من أقارب الحكومة، أو أبناء عمومتها.
معادلة بتروس، مهداة لفخامة الرئيس:
بلادى ان جارت على ...+ واهلى ان ضنوا على ... =0
حتى أنت يا بتروس ؟ فأجابه "إني أحبك لكني أحب روما أكثر، فكان جواب قيصر له: "اذا فليمت قيصر ''= £صفر''
ألا ما أكثر الساسة، وما أقل العارفين بسبل السياسة!!
وهذا وصف زنزانتي، وهو نعت الزنزانة المثلى: (( حجرة كالجحر ضيقة مظلمة، وكالقبر موحشة منتنة، ولها باب... نعم، لها باب بشكل توابيت النصار واليهود، بيد أنه من حديد، ولا يفتح إلا قليلا، ولا يفتح إلا بحضور شهادين ملثمين على شاكلة منكر، أو صورة نكير (في خيال وقصص السلف الصالح)، ولقد فزت وأصحابي بقسط وافر من التعذيب، وكانت ( العذابات) ألوانا وأشكالا: خفيف محتمل، وآخر لا يطاق، والبقية (موت قبل الموت)، ولم تكن توزيعة هذه (العذابات) عادلة.
يالها من حكومة، حتى العذاب قسمة ضيزى!!
وكنا ـ في غالب الأحيان ـ نظحك سرا ، ونبكي جهرا جلبا لعطف الجلاد وقلما تجدي الحيلة .. وتارة يكون الدمع صادقا، وطورا من نوع الدم الكذب!
ألا ما أصعب الداء، وما أقل العارفين بطرق العلاج!
وإليك سر ذاك الفرض، وعلة الوجوب المذكور أعلاه ؟
إن كانت تلك ( التهمة وتبعاتها) أعجوبة، فهي لا تساوي شيئا في ميزان العدل، إذا ما قورنت بالأعجوبة التي سميتها بالقسط والميزان: ( أعجوبة الدهر )، وسترتها عنك بهذا الحجاب، فإن كنت في شك من هذا ، أو ذاك ، فدونك هذا النص القرآني المنير :
{ وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْاْ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ }الأعراف46
أعجوبة الدهر
تمهيد: ...................... صابر ني شوية .............؟